مصطفى مشرف قسم
عدد المساهمات : 2120 نقاط : 2946 تاريخ التسجيل : 10/08/2011 الجنس :
| موضوع: عصفور على غصن الحياة الأحد فبراير 03, 2013 1:20 pm | |
| سأل الصفاءُ يوما الجفاء :
ما الذى جفاكَ ؟
رد الجفاء و قال :
قلوباً تجمدت الدماء في عروقها
عيونا جفت الدموع في جفونها
أفواها حُرمت من ذكر الله على ألسنتُها
هذا الذي جفاني ..
قال الجفاء : و أنت يا صفاءُ
ما الذي صفاكَ؟
رد الصفاء و قال :
قلوبا طهُرت فتعلق حبها بخالقها و ربها
عيوناً تعاهدت لا تنظر إلا إلى ما يرضي ربها
ألسناً أقسمت ألا تَفتُر عن ذكر ربها
هذا الذي صفاني ..
آية في كتاب ربي تدبرتها يوماً
قوله تعالى :
" فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ
قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ
سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ(31) المائدة
فتعجبت و قلت في نفسي ، كأن الله عز و جل
أراد لنا أن نتدبر في مخلوقاته حتى و أن كانت غير عاقلة
لنأخذ منها العبر و العظات
و إذا بي انظر إلى غصن شجرة فرأيت عصفوراً ..
ضرب لى أروع المعاني في حياة سامية
قصدها و بحث عنها الأولون و الآخرون
العالمون و العابدون بحث عنها الكبير و الصغير ..
حياة تملؤها السكينة و الاطمئنان
و حُسن التوكل على الرحمن
ما هو إلا ...
عصفورٌ على غصن الحيآة
رأيته يوماً
غاية أمانيه
حفنة ريش تاويه
و حبة قمح تُرضيه
و قطرة ماء ترويه
لا أدري لما نعكر صفو حياتُنا ؟
أعجزنا أن نكون مثل هذا العصفور ؟
فلنقف قليلا و لندع ما مضى
و لتصفو حياتنا
هى دعوة بل هو نداء
كلا إنه رجاء
كصفاء السماء
بعيداً عن رهبة الغيوم وعبث السحاب
لتصفوي حياتُنا
كصفاء الهواء
على فطرته كما هو في البيداء
لتصفو حياتُنا
كضي النجوم
في الليلة الظلماء الكلحاء
لتصفو حياتُنا
كنقاء الزمان
بعيدا عن جرح السنين و غدر الايام
فلتصفو حياتُنا
هو أمل في حياه تملؤها السعادة
أركانُها
حب وعطف ، صدق و وفاء
مظلتُها
القناعة و الرضا
لنجعلها حياة سعيدة
أجالا قدرت لنا و أعماراً كُتبت علينا
سنحياها بساعاتها و أيامها و سنينها
و لنا حق الاختيار
أن نحيا في سعادة أو نحيا في غير ذلك
و لنغذي أرواحنا على وجبة الإيمان و التي
هي مكوناتها :
حبتان من تقوى القلوب
حبتان من حسن التوكل على الله
و حبتان من الطيبة والتواضع
ثم نضف على كل ذلك ماء التوبة و الندم
فيا ليت قناعتي كقناعة هذا العصفور ..
عصفورٌ على غصن الحيآإة
احسن الزرع
فكان خير الحصاد
زرع الرضا
فجنى السعادة و الصفاء
هى دعوة بل هو نداء
كلا إنه رجاء
فلتصفو حياتُنا | |
|