من الابطال الذين ساهموا فى هجرة الرسول الكريم
اولا ---ابوبكر الصديق
ختار المصطفى صلى الله عليه وسلم لمُرافقته في رحلتِه الكبرى أبا بكْرٍ الصدّيق -رضِي الله عنْه- دون سائِر أصحابِه، فكان اختيارًا موفَّقًا؛ لأنَّ أبا بكر -رضي الله عنه- أصْلح الصَّحابة للقيام بهذه الاختِيار النَّبوي الكريم.
فلمَّا أذن الله تعالى للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالهجرة وأخبر أبا بكر -رضي الله عنه– بذلك، فاضت دموعُ الصدِّيق من فرط السُّرور، وأخذ يقول: "الصحبةَ يا رسول الله، الصحبةَ يا رسول الله". فقال صلى الله عليه وسلم: "الصُّحبة يا أبا بكر". فبكى أبو بكر من شدَّة الفرح، وخرجا سرًّا في ظلام الليل إلى غار ثور.
ثانيا---على بن ابى طالب
فلمَّا كانت اللَّيلة الَّتي عزموا فيها على تنفيذ المؤامرة، تربَّصوا قرب داره، منتظرين الفُرْصة الملائمة لاغتياله.
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن ينام على فراشه قائلاً: "نم على فراشي وتسجَّ ببردي هذه الحضرمي الأخضر، فنم فيه، فإنَّه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم".
قال المرحوم عباس العقَّاد في تحليل شخصية الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "آداب الفروسية هي مفتاح هذه الشخصيَّة النبيلة، كانت القوَّة طبعًا في علي فطر عليه، وأدبًا من آداب الأسرة الهاشمية نشأ فيه، وعادة من عادات الفروسيَّة العمليَّة التي يتعوَّدها كل فارس شجاع".
عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما:
وكان دوْرُه هو استطلاعَ أخبار قريْش بمكَّة، والوقوف على ردِّ الفِعْل الَّذي أحدثه خروجُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم سرًّا، وما عسى أن يدبِّرَه زعماؤها لوقْف مسيرته؛ وبذلك يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم وأبو بكر -رضي الله عنه- على بيِّنة ممَّا يُحاك خلْفَه من مؤامرات، فيستطيع أن يتَّقيها، ويبلغ مأمنه في طَيْبة (المدينة).
أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما:
وكان دوْرها -رضي الله عنها- في الهجرة أن تأتِي النبيَّ صلى الله عليه وسلم وصاحبَه -رضي الله عنه- بالماء والزَّاد وهُما في الغار، وظلَّت -رضي الله عنْها- على ذلك ثلاث ليال مُتعاقبة، تقتحِم الصَّحراء الموحِشة في رهبة الظَّلام، وهي صغيرة، ولا تبالي العيون والأرصاد التي تبعثها قريْش في الطَّريق من مكَّة إلى المدينة؛ لتظفر بمحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم.
ولمَّا همَّ الصَّاحبان بالرَّحيل إلى المدينة جاءتْهما أسماء -رضِي الله عنها- بِما يَحتاجان إليه في رحلتهما من زاد وماء، وهمَّت بتعليقه في رحل البعير، فلم تجِد رباطًا، فحلَّت نطاقها وشقَّته نصفين، ربطت بأحَدِهما الزَّاد، وانتطقت بالآخَر، فقال لها المصْطفى صلى الله عليه وسلم: "أنتِ ونِطاقاك في الجنَّة". وسمِّيت بعد ذلك بـ"ذات النطاقين".
عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما:
ولقد شاركت أسماءَ دوْرَها الخالد في الهجرة أختُها عائشة -رضي الله عنها- كما ترْوي معْظم كتب السيرة، وكانت لا تزال طِفلة دون العاشرة، فخاضت بذلك تَجربة أكبرَ من سنِّها الصَّغيرة، ممَّا أكْسبها نضوجًا فكريًّا ونفسيًّا مبكِّرًا، أتاح لها القيام بأدْوار كُبرى في مستقبل حياتها
عامر بن فهيرة رضي الله عنه:
وكانت مهمَّته في الهجرة مهمَّة مزْدوجة، أن يرعى غنَمَ أبي بكر -رضي الله عنه- نهارًا، فإذا أمسى قصد إلى الغار، واحتلب للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وصاحبه -رضي الله عنه- وأن يتبع بالغنم مسار عبد الله بن أبي بكر بعد عوْدته من غار ثور إلى مكَّة، فيعفِّي على ما تركتْه أقدامه من آثار في رمال الصَّحراء.. قوَّة إيمان وصدق عقيدة.
مصعب بن عمير أول سفير فى الاسلام:
سلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وكتم إسلامه؛ خوفًا من أمّه، وكان يختلف إلى رسول الله سرًّا، فبصر به عثمان بن طلحة العبدري، فأعلم أهله، فأخذوه وحبسوه، فلم يزل محبوسًا إلى أن هاجر إلى الحبشة، رجع مع من هاجر إلى مكة ثانية، والتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان مصعب بن عمير أوّل من هاجر إلى المدينة، وذلك أنَّ الأنصار كتبوا إلى رسول الله أن ابعث لنا رجلاً يفقهنا في الدين ويقرئنا القرآن، فبعثه إليهم, حينما قدم المدينة نزل على أسعد بن زرارة، وكان يأتي الأنصار في دُورهم أو قبائلهم فيدعوهم إلى الإسلام.