دعونى لأكتب.. وأكتب...
لعل الكتابة تخفف من وطأة الألم الذي
سالت دماء جراحه على قارعة الورق..
كلمات جمة تعتلج بِصدري وتقف في حنجرتي
تتهافُت من روحي وفي لساني ترتيلات
تريد شفتاي القراءة جهرا فقد َتعبتْ من الصمت الطويل
ثمة اسئلة تدور بذهني لا تعرف للإكتراث عنوان
علاماات الإستفهام تحاصر شرود كلماتي وتغطي صفحاتي..
فلم اجد إلا الصمت يتربص بالسؤال ..!!
وبصيص من أمل .. يتعلق بأهداب المستقبل..
ويتغلغل في سويداء القلب
بقلمي الفقير و نبضي الحزين
ك
ت
ب
ت
هذيان من ذاكرتي المثقوبة
كتبتُ لأودع عنفوان شبابي
كتبت ُلأبكي الماضي الذي لم تكتمل نشوة ايامه
و لأرثي أيامي التي مرت بدون فرحة
وأطفئ وهج الأشواق لقلوب أحببتها ووهبتها كل ما أملك
كتبتُ حينما انكشفت لعيني الحقائق واُقتلعت براعم الفرح
واجُتثت من َيدي عناقيُد الأملْ ...
وسقطت أحلامي في نهاياتي السحيقة
نحو أوديتي الظليلة بصنوف أشجار الخوف
أشعر أن صوتي يهبط من السفوح
فيتدحرج نحو وديان يأسي ليفيض بمأساة أزماني
كثير من الآآآآآآهـ في داخلي .. كثير منها بلا عدد
وكثيراً من اسئلة تبحث عن إجابات ؟
وأحلامٌ جميلٌة تثرثُر بجواري .. ولم ينبلج عليها النور
ومدائن عشق لا تسكنها سوى شرذمة من بقايا إنسانة محطمة
كأني اليوم أبحر نحو تفاصيل غير مُعتادة
تفاصيل ذكرياتي التي ضاعت في زحمة الماضي الدفين
لأنبش قبرها هُنا وأجثو وأبكي عليها
فلم أعد أملكُ من الأسلحة سوى الدمووع
يااااا اللــــه ...!!
ما أعجب مضي الأيام وانسلالها متوارية في مجاهل الغيب
مرت سبق عشر سنة من عمر ميس
وها هي لم تتغير لازالت بقلبها البرئ وعقلها الحالم
كما هي رغم الأحزان بقيت كـ جبل شامخ ولكن
بظلامة ووحدته !!
جبلٌ مسكون بكواسر الليل البهيم
وخفافيش الماضي التي تلُج بكهوفه
واليومَ َكُبرت وكَبُرت أحلامي وآمالي التي ُتطاول السحاب
ولكن ياللأسف .. لم أجد ماحلمتُ به ولم أعُثر في داخلي
آلا على فراغ العاطفة وجروحٍ من الماضي الدفين ..!!
هنا في داخلي ُظلم يبعثر وجداني
ويمحو الآمان من كياني
في قلبي زوبعة من أحلام عقيمة
وحفنة من أعوامٍ وحرمان
وبقية ذكريات عن روح تسافر بدون تذكرة لعالم
لاتسكنه سوى الأوهام ..!!
وسؤال أخير يجري بحجم الفراغ
ويملأ عينيّ صفحاتي بالرمااااد
مسافاتي تحترق وبقايا من دخان هنا يخنق أنفاسي
ربااااااااااااااااهـ
هل سأثق اليوم بالبشر بعدما خدعوني
وأعقد صداقات مع أناس خانوني
وهل سأعوود لأحب رجلا من ثلج ...
في أي لحظة تشرق عليه الشمس .. سيذوب ؟؟
وماذا سأحصد اليوم بعدما أنتهكت حرمة مشاعري
على يد مجرمين الحب وسفاحين الغدر وُنكران الجميل ..؟
وياللأسف حتى محكمة العدل لم تنصفني وهاهم اليوم ُطلقاء
وأنا البريئة محتجزة خلف قضبان الندم ..!!
يالهـــي ..!!
كيف للظالم أن يكون طليق الخُطى
والمظلوم أسير القيود ..!؟
عجباً لهذه الدنيا وهذا الزمن
الذي اضحت به المشاعر تبُاع وُتشرى
اصبح كل شئ سهلاً حتى الحب
أين أصدقائي
أين أخوانـي
أين من أحببته و وهبته عمري
لا شئ هُنــا ( .......... ) ؟؟
سوى الفرااااغ والخمول
لا شئ سوى الهجر والجفاء والغدر وانقاض العهوود
اطياف حالمة كنت أحسبها واليوم أجدها
تنهش قلبي بلا رحمة !!
آآهـ من قسوة الزمان ولوعة الأشواق والحرمان
يبدو أنه لا مناصَ من الحقيقة الُمرة
فلم يعُد للصدق وجود إلا في
كلمات الإستثناء..
الآن بدأتُ بالعد التنازلي
لفقدان السيطرة على صهوة جملي بعدما عرفتُ نهاياتي
وساُعلن إنهزامي بعدما أسدلُت ستائر الحزن على أيامي
وفَتحت نوافذ وجعي وآلامي وسواد قلقي حينما هبت
رياح الجفاء على دياري ..
سأهرب اليوم آلي شتائي وأجمع بقية صوابي
واقضي على بقايا نبضي المجنون
فأنا من تمرُ كـ الخطيئة وُتطوى
كـ صفحات كتابٍ قديم
سيكون غرقي وسط ظلمة الاحزان
لأجفف دموعي بيدي
وأضم آهاتي بصدري
وأنثر جراحي على وجنتي فأخدع نفسي
بضحكتي الجارحة وابتسامتي الزائفة
وأعيش بالأوهام الكاذبة و الأحلام الدائمة
بدون أي نهاية فكلما حاولت التوقف
أو الهروب شعرت بأن آلمي يبدأ من جديد
فلا أستطيع فعل أي شي سوى الصبر
ولكـن ..
لا املك سوى رحمة من رب رحــيم
فهو من يغيثني وهو من ينقذني..[center]