وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً» ضمير «عَلى حُبِّهِ» للطعام على ما هو الظاهر، و المراد بحبه توقان النفس إليه لشدة الحاجة، و يؤيد هذا المعنى قوله تعالى: «لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ»: آل عمران: 92.
و قيل: الضمير لله سبحانه أي يطعمون الطعام حبا لله لا طمعا في الثواب، و يدفعه أن قوله تعالى حكاية منهم: «إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ» يغني عنه.
و فيه، أخرج ابن مردويه عن ابن عباس" في قوله تعالى: «وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ» الآية- قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب- و فاطمة بنت رسول الله ص.
و في الكشاف،: و عن ابن عباس: أن الحسن و الحسين مرضا- فعادهما رسول الله ص في ناس معه فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك (ولديك ظ) فنذر علي و فاطمة و فضة جارية لهما- إن برءا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام- فشفيا و ما معهم شيء.
فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي- ثلاث أصوع من شعير فطحنت فاطمة صاعا- و اختبزت خمسة أقراص على عددهم- فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل و قال: السلام عليكم أهل بيت محمد- مسكين من مساكين المسلمين- أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة- فآثروه و باتوا لم يذوقوا إلا الماء و أصبحوا صياما.
فلما أمسوا و وضعوا الطعام بين أيديهم- وقف عليهم يتيم فآثروه، و وقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك.
فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن و الحسين- و أقبلوا إلى رسول الله ص- فلما أبصرهم و هم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع- قال: ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم- فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها- قد التصق ظهرها «1» ببطنها و غارت عيناها- فساءه ذلك فنزل جبريل و قال: خذها يا محمد- هنأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة:
الرواية مروية بغير واحد من الطرق عن عطاء عن ابن عباس و نقلها البحراني في غاية المرام، عن أبي المؤيد الموفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس، و عنه بإسناد آخر عن الضحاك عن ابن عباس و عن الحمويني في كتاب فرائد السمطين بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس، و عن الثعلبي بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس، و رواه في المجمع، عن الواحدي في تفسيره.