الباحثة عن السراب                                                                                                                                                    Very Happy ترددت كثيرا فى الكتابة إليك بشأن ما أعانيه، وأخيرا استجمعت عزيمتي، وقررت الفضفضة بما يضيق به هصدري، وها أنا أعرض عليك أزمتى راجية أن تساعدنى فى إيجاد مخرج منها، حيث إننى فتاة جامعية فى الحادية والعشرين من عمري، وأدرس بالسنة الرابعة فى كليتى النظرية، ومتفوقة، إذ أحصل على تقدير جيد جدا، وترتيبى الثالثة على الدفعة، أما عن حالتى الاجتماعى فأنتمى إلى أسرة متوسطة الحال، ولى ثلاثة أخوة (بنت تكربنى بعامين، وولدان توأم يصغراننى بسبع  هى أفضل أم فى الوجود، وأطهر امرأة عرفتها طوال حياتي، فلقد حافظت على نفسها وشرفها، وراعت ربها فى كل خطواتها، برغم شدة ما قاسته فى تربيتنا، أما أبى فاسمح لى بتقييمه حتى لو أننى ابنته، فهو أب غير ناضج، لم يعرف أبدا معنى الاستقرار، وتهمه مصالحه الذاتية، ولا يعبأ بمن حوله، وحتى أولاده لا يعنيه أمرهم.. تصور يا سيدى أنه سافر إلى الخارج لمدة عشرين عاما ومع ذلك لم يدخر ما يؤمن به مستقبلنا، ودائما يشكو شظف العيش، وأن ظروفه فى العمل صعبة، وتصدق أمى ما يقوله، ولم تسأله لماذا يظل فى الخارج إذا كان هذا 4  وضعه؟ ولماذا لا يعود نهائيا إلى مصر ويبدأ فيها من جديد؟ ثم تكتشف بمرور الأيام حقائق مفزعة عنه، منها أنه متعدد العلاقات النسائية، وأنه يصرف ببذخ على من يعرفهن، وضاق صدر والدتى بما وصل إلى مسامعها، فأباحت لنا به، والدموع تنساب على خديها، ولم تفاتحه فى شيء.

ومرت الأيام على هذا النحو، غموض وغياب من جانب أبي، وكفاح ومعاناة من ناحية أمي، وجاء العام الدراسى الأول فى الجامعة، ففيه اتخذ سلوك أبى معنا مرحلة جديدة كانت شكلا من أشكال اللامبالاة، إذ اختفى من حياتنا تماما، وانقطعت أخباره فلم نعد نسمع عنه شيئا، وتوقف أعمامنا عن زيارتنا خوفا من أن نطلب منهم مساعدتنا فى المعيشة، وحاولت أمى كثيرا ونحن معها أن نتقصى أخباره من باب الاطمئنان عليه، فلم نصل إلى شيء، ولم يكن لنا حديث غيره على مدى أربعة عشر شهرا، وتولت أمى الإنفاق علينا من مالها الخاص، الذى ورثته عن والدها، فمضت أحوالنا المادية على ما يرام، أما أحوالنا النفسية فإنها ساءت بدرجة كبيرة، فعانينا اضطرابا شديدا بسبب وضع أبى الغريب.

ولم تجد أمى بدا من طلب الطلاق، وأبلغت أعمامى بذلك حتى تتمكن من الحصول على معاش والدها، علما بأن المنزل الذى نسكن فيه ملك والدتي، فأبى ليس لديه سكن خاص به، ولا أى ممتلكات، ولما بلغ أعمامى ما اعتزمته أمى تدخلوا فى الموضوع وقالوا لنا إنهم وصلوا إليه بصعوبة شديدة، ورسموا حيلة وخطة محبوكة لاستدرار عطف أمي، وهى بطبيعة الحال على درجة من الطيبة تجعلها تصدق ما يرويه لها الآخرون بسهولة، وكنت وقتها قد بلغت سنا تجعلنى أفهم ما يدور حولي، فحضرت هذا اللقاء، وقال فيه أعمامي: إن أبى يعانى مرضا شديدا، وربما يكون فى أيامه الأخيرة قبل الموت، وأن هذا هو ما منعه من الاتصال بنا، أو الإنفاق علينا طوال تلك الفترة، وزادوا فى كلامهم المؤثر بأن أمى ابنة أصول، وسوف تتحمل زوجها وتقف إلى جواره إلى أن يلقى وجه ربه، وصدقتهم أمي، وقلت لها وقتها: إن كل ما قالوه غير صحيح، وإن أبى فى كامل صحته وعافيته، وليس به مرض كما يزعمون، فلم تصدقنى وفتحت البيت له من جديد فعاش وسطنا دون أن يكون له أى دور، كما كان دائما، ولم تمس إحساسه بكلمة واحدة، وكأنه لم يرتكب إثما فى حقنا على مدى هذا العمر الطويل!

ووجدتنى أتغير تغيرا شاملا، فبعد أن كنت فتاة يشهد لها الجميع بالأدب والأخلاق، أصبحت لا أعرف من أكون، فأنا أمام الناس مثال للتفوق العلمي، والخلق الرفيع، ولكن أعيش بينى وبين نفسى حقيقة مغايرة لذلك تماما، وكانت بداية هذا الانحدار مكالمة هاتفية من شاب أهوج، متسلط، وبذيء اللسان، لا أدرى من أين أتى برقم هاتفي، أو لعله كان يجرب الاتصال بأى أرقام بحثا عن فتاة يصطادها كما يفعل الكثيرون منذ انتشار الهواتف المحمولة، وقد صددته وأعطيت الهاتف لوالدتى التى أعطته درسا فى الأخلاق، لكنه راح يتصل بى من آن لآخر، وأنا لا أجيب على اتصالاته، ولم يكن يوما واحدا يمر فى بيتنا دون خلافات، مرة بسبب مصروفات البيت، ومرات بسبب سلبية أبي، وتصرفاته التى لم يحد عنها بعد كل ما جري، وذات مرة بلغ بى الضيق مداه،

وتصادف وقتها أن اتصل هذا الشاب، فوجدتنى أرد عليه، وطال الحديث بيننا، ثم تكررت اتصالاته، ونشأت بيننا علاقة على الهاتف، وبعد عدة أشهر قابلته، فأخذ يبثنى كلمات الحب، ثم تجرأ علىّ وقبلنى رغما عني، واكتشفت على الفور أن كل ما قاله لى فى الهاتف كذب وخداع، وأنه شاب عاطل متسرب من التعليم، ومدمن مخدرات، وقد أنهى هذا اللقاء علاقتنا الفاسدة من كل جوانبها، التى تركت فيّ أثرا خطيرا بأننى فتاة سوء، ولقد تصورت وقتها أن هذه العلاقة سوف تفيدنى فى الحذر والحرص عند التعامل مع الشباب، لكن للأسف فإننى وقعت فى الخطأ نفسه، وتوغلت فى هذا السلوك المدمر، إذ لم يمر أسبوع واحد حتى وجدت هاتفى لا يتوقف عن الرنين ليلا ونهارا، ومن أرقام لا أول لها ولا نهاية، وكلهم يعرفون اسمي، فاضطربت بشدة ولجأت إلى أمى ورويت لها ما حدث بينى وبين الشاب العاطل المدمن، مع إخفاء بعض التفاصيل حتى أحافظ على صورتى أمامها، وأبلغتها أننى نادمة على حديثى معه، فطلبت منى أن أتقرب إلى الله، وألا أكرر هذا الخطأ، وأن أحرص على نفسي، فأمثال هؤلاء من الشباب ليس لهم أمان، وأننى إذا استمررت فى هذا الطريق فسوف أخسر كل شيء.

ولم يمر وقت طويل حتى حدثنى شاب آخر، وقال لى إنه ضابط فى الجيش، فتصورت أنه شاب «لقطة»، وسوف أتزوجه وأعيش معه فى القاهرة بعيدا عن أهلى ومشكلاتهم التى لا حصر لها، وأن ارتباطى به سوف يساعدنى فى تخفيف الأعباء عن كاهل أمي، فلقد حدثنى بكلام جميل قرابة ستة أشهر، ولم تصدر منه كلمة نابية أو فيها إساءة، ثم طلبت منه أن نلتقى لمزيد من التعارف، فحدد لى أكثر من موعد لكنه لم يلتزم بمواعيده، واختلق حججا عديدة لعدم مجيئه، وصدقته فى المرة الأولي، ولكن مع توالى عدم التزامه بالمجيء فى الأوقات التى حددها لى انتابنى الشك فيه، فليس من المعقول أن هناك فى كل مرة ما يعوق رؤيته، وللحق فإنه مع ذلك كان سلوكه معى طيبا، وما أخذته عليه هو الغموض المسيطر على علاقته بي، وأبلغنى ذات مرة ونحن معا على الهاتف بأن والدته تريد الحديث معي، وجاءنى صوت سيدة تعدنى بأن أكون مثل ابنتها، فابنها دائم الحديث عني، ثم أخذ الهاتف وأكمل حديثه معي، وحدد موعدا لخطبتنا بعد انتهاء امتحانات عامى الجامعى الثاني، وحدثت أمى بما دار بيننا فردت عليّ بأنه من غير المعقول أن يأتى هذا الشاب أو غيره لخطبة فتاة لم يرها، وإذا كان صادقا فيما يقوله عن أنه يحبك، فإن هذه العلاقة «مجرد تفاهات»، فاختلفت مع أمى وأكدت لها أنه شاب مختلف تماما عن غيره من الشباب المستهترين، وزاد من يقينى به أنه أعطانى رقمى هاتفى أمه وشقيقه، وفى الموعد الذى اتفقنا عليه لكى يتقدم لخطبتى أغلق الجميع هواتفهم، ولم أجد ما يدلنى عليه، وأصبح كالسراب، كلما تصورت أننى سأصل إليه أفيق على الواقع المرير الذى صرت إليه، وأصابنى المرض والقلق والاضطراب، وزاد من حدة معاناتى تزايد المشكلات فى البيت، وأصبحت غير قادرة على تحمل كل ذلك، ورحت أبحث عن أى «وهم» أحدثه وأضيع معه وقتي، ولم أتوقف لمحاسبة نفسي، أو ألاحظ أن كل ما بى من براءة وأدب قد ذهب أدراج الرياح، فعن طريق «الفيس بوك» أنشأت صفحة أخرى غير صفحتي، أحدّث بها من أشاء بلا رقابة من أحد، وتعرفت على العديد من الشباب المغيبين الذين لا يبحثون إلا عن الجنس والشهوة، وتحدثت معهم فى كل شيء، وتعلمت على أيديهم كل ما هو بذيء ووقح، وتخجل منه الأخلاق النبيلة. لقد ضاع حيائى وأخلاقي، واختفت علاقتى بربي، فأصبحت لا أصلي، ولا أهتم بقراءة القرآن، وفى أوقات أنتبه وأستيقظ من غفلتي، ثم سرعان ما أنجرف إلى هذا التيار مرة أخري، وهكذا وجدتنى أنغمس فى «الخطيئة»، التى انفلتت من روحى النظيفة، وأصبحت كلما أرى جسدى أشعر بالرغبة فى حرقه وتطهيره، ولكنى أحمد ربى أننى رغم هذا كله مازلت أحافظ على شرفى الملموس، ولم أسمح لمخلوق بأن يمسنى أو يقترب مني.

وما دفعنى إلى أن أكتب إليك هذه الرسالة هو خوفى من أن تكون هذه هى المرحلة التالية فى حياتي، فلقد انتابنى الفزع، وكسرت شريحة هاتفى لكى أغلق هذا الملف القذر من حياتى واغتسلت، واستعدت علاقتى بربى بالمواظبة على الصلاة، وأخشى أن أنجرف مرة أخرى إلى هذا التيار فى مرحلة أخطر لا يرجى الخروج منها.. إننى فى حاجة إلى المساعدة الحقيقية على تخطى هذه المرحلة، وأرجو أن أشفى مما حل بى من هذه الأخلاق العفنة الخبيثة، وأن أتطهر من كل ما علق بى من رواسب هذا الطريق اللعين.

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

لقد ترك غياب أبيكم عنكم أثرا غائرا فى نفسك يصعب علاجه، فهو السبب فى الفجوة العميقة بينكم وبينه، وما سمعته عن سلوكه المنحرف، وعلاقاته المشبوهة بأخريات كان واحدا من أهم الأسباب التى جرتك إلى الوقوع فى براثن الشباب الباحثين عن الهوي، فرحت تنقبين عن الحب وسط عالم «الفيس بوك» و«الهواتف المحمولة»، ويتحمل أبوك الجانب الأكبر مما آلت إليه أحوالك، فبرغم نجاحك وتفوقك وإلتزامك الدينى والخلقى معظم سنوات عمرك العشرين، نتيجة محاكاتك أمك بكل ما تحمله من صفات جميلة، وسلوكيات حميدة، فإن إنصراف ذهنك إلى بعض أفعال أبيك، هو الذى دفعك إلى هذا الطريق، ومن ثم الوقوع فى براثن تجارب محفوفة بالمخاطر من باب التقليد، وما كان لأب مثله أن يصنع صنيعه، وقد أخطأت أمك بالحديث معكم عما يفعله، فالحقيقة أنها لم تفكر فى تبعات ما تقول لكم، وتأثيره عليكم، فمن الصعب مطالبة الأبناء بالفضائل، والآباء أبعد ما يكونون عنها، وأقرب ما يكونون إلى الرذائل، وفاتك أيضا أن كل تعارف لا يتم بمشورة الأهل، وبعد تدقيق وتمحيص مصيره الفشل، وإذا تم الزواج لأى أسباب، فإنه لا يدوم، وسوف تشعر الزوجة بعد أيام أو شهور من زواجها بأنها غير مرغوب فيها من أهل الزوج، ومن هنا تبدأ المشكلات التى لا تنتهي.

وللأسف فإن انعدام خبرتك فى الحياة وتفكك أسرتك، وما عرفته عن أبيك، كل هذه العوامل جرتك إلى سلوك مدمر، يتعجب المرء أن يصدر من طالبة متفوقة مثلك تتمتع بذكاء كبير، وتتصف بسلوك حميد، فلتكن أمك مثلك الأعلى بسلوكها القويم وقربها من ربها، حيث انها بهذا النهج القويم صانت نفسها من ارتكاب أى فعل يدنسها أو يؤثر فيها، وشاءت إرادة الله أن تكون بهذه الصفات الرائعة تعويضا لكم عن أبيكم الذى جذبته أهواءه، وسيطرت عليه ملذاته، ناسيا أو متناسيا أن لأولاده حقا عليه، وأن ما يرتكبه من أخطاء اليوم سوف ينعكس عليهم غدا، ولقد كانت الفترة التى قضاها بالخارج والتى أمتدت إلى عشرين عاما كفيلة بأن تؤمن لكم مستقبلكم من حيث توفير الامكانيات المادية اللازمة للتعليم والمعيشة، والزواج، لكنه لم يعبأ بكم، وأضاع ما جمعه من مال على من ربطته بهن علاقات آثمة.

والأدهى والأمر أن قلبه وعقله طاوعاه على أن يبتعد عنكم عاما وشهرين، دون اتصال ولو حتى من باب الاطمئنان عليكم. وترك زوجته فى مهب الريح بلا سند أو معين، حتى إنكم لم تعرفوا له عنوانا ولا هاتفا، ومن الطبيعى أن شخصا هذه شيمته سوف تبتعد عنه أسرته، ولا تلقى له بالا، والأغرب هو موقف أعمامك الذين طاوعوه فيما ذهب إليه، وباعدوا بينكم وبينهم حتى لا يقدموا لكم أى مساعدة، ولولا أن أمك طلبت الطلاق لكى تحصل على معاش والدها، ما تدخل أشقاء أبيك لاعادته إليكم، فلقد كشف هذا الطلب سر اختفاء والدك طوال هذه المدة، إذ يعلم تماما أن والدتك لديها القدرة المادية على توفير متطلباتكم، باعتبار أنها ميسورة الحال بعد حصولها على ميراث أبيها، ولم يجد أمامه بعد طلب الطلاق المفاجئ له سوى أن يتذرع بالمرض مستعينا بأخوته الذين يتحملون وزر كذبهم وموقفهم المتخاذل الذى سيلقون جزاءه ممن يمهل ولا يهمل.. إذ أى مرض هذا الذى يمنع من أبتلى به من أن يتصل بأهله، فيطمئن عليهم، ويطمئنون عليه، وأى مرض هذا الذى يمنع الأب من الانفاق على أبنائه ومتابعة أحوالهم وتربيتهم التربية السليمة؟

إن غياب الأب عن الأسرة لأى أسباب، له أثر سلبى على حياتهم، ومن الواجب أن تسعى الأم إلى رأب الصدع، فتنقل لهم صورة إيجابية عنه مهما عظمت أخطاؤه، وفى الوقت نفسه تستعين بالمقربين منه، لكى تثنيه عن طريق السوء الذى يسير فيه، وأن تتخذ من  منهجا فى التعامل معه، فتؤكد له أنها على استعداد للتضحية براحتها ومالها وكل ما تملكه فى سبيل استقرار الأسرة، وسعادة الأبناء، فما أفضل أن يقدم المرء للحياة، أبناء صالحين يحملون اسمه، فليكن سلوكه متناسبا مع ما يرمى إليه، وإذا كان قد إنزلق إلى نزوة أو بعض النزوات، فإن الأصل فيه معدنه الطيب، فعليه أن يتوب إلى الله وأن يصلح أحواله، ويحتوى أبناءه، ويكون له حضور فى حياتهم، ويصبح صديقا لهم.

وأقول لأبيك مازال لديك متسع من الوقت لكى تنسى أبناءك فترة غيابك الطويلة عنهم، وأن تستثمر وجودك بينهم الآن فى تعويضهم عما فقدوه فى أثناء هذا الغياب، فالبعد جفاء، وعدم وجودك بينهم يضعف الجانب العاطفى لديهم، ومن ثم سوف تنعدم المحبة بمرور الأيام، وتزيد الاضطرابات النفسية لديهم، لأنهم يفتقدونك كقدوة وسند وقوة لهم. فدور الأب لا غنى عنه فى تحقيق الاستقرار العائلى داخل الأسرة.

أما أنت أيتها الطالبة المتفوقة، فقادرة على طى صفحة الماضى بكل مآسيه، وعليك أن تطوى تماما صفحة «الفيس بوك»، و«الهواتف المحمولة»، فهى عالم افتراضي، لا تستقيم معه حياة، وحتى مجرد الدردشة مع اناس لا تعرفينهم، لها مخاطرها التى يجب الحذر منها، إذ أى حب هذا بين اثنين لم يريا بعضهما، ولا يعرف كل منهما شيئا عن الآخر إلا من خلال الانترنت، فالحب الراسخ يتولد بالعشرة والألفة والمشاعر الصادقة، ولا8االباحثة عن السراب 2014-635551270426650965-665 يتحقق إلا باللقاء المباشر الذى ينبض باا مجرد كلمات عبر الهاتف سرعان ما تذروها الرياح مع اغلاق الخط، فإحذرى وصونى نفسك، ولا تصغرى الكبائر، فكل خطيئة تبدأ صغيرة، ثم تكبر مع الأيام، وأحسب أنك بذكائك، وبرجوعك إلى الله، قد أدركت الخطأ الذى ارتكبتيه، وبقدر اتساقك مع ما يدور فى داخلك، وعزيمتك، وايمانك بالله، سوف تتغلبين على هذه المشكلة، وأنت مازلت صغيرة، وسوف تلتقين بمن هو أهل لك. ليس عن طريق الانترنت، ولكن من محيط الأهل والمعارف، وربما جهة العمل الذى ستلتحقين به بعد تخرجك هذا العام بإذن الله.

فركزى فى دراستك حتى تحافظى على تفوقك، وأننى أردد معك الدعاء المشهور لرب العباد، «يا خفى الألطاف نجنا مما نخاف»، فما أكثرع الشرور التى تحدث لنا ونحن نلجأ إليه سبحانه وتعالى حتى يقينا منها، ولكى يتحقق المراد يجب أن نبتعد عن الشبهات، وأحسب أنك قادرة على ذلك، وانى أستصرخ آباك وأمك أن يصلحا ما بينهما من خلافات، وأن يستجيب والدك لصوت العقل والحكمة فيحتويكم، لكى تعم السعادة على الأسرة، وتواصلوا معا الإبحار فى نهر الحياة بآمان واستقرار.